ﺍﻟﺴَّﻼَﻡُ ﻋَﻠَﻴْـــــــــــﻜُﻢْ
ﻭَﺭَﺣْﻤَﺔُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭَﺑَﺮَﻛَﺎﺗُﻪُ
ﺍﻟﺤﻤﺪُ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼَّﻼﺓُ ﻭﺍﻟﺴَّﻼﻡُ
ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝِ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﻌﺪُ
ﻓﻬﺬﺍ ﻣُﺨﺘﺼﺮٌ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺣﻜﻢ
ﺳﺐِّ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻌﺘﻪُ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﻟﻘﺼﺪ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ
ﺳﺎﺏِّ ﺍﻟﺼَّﺤﺎﺑﺔ ـ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ـ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ :
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻷَﻭَّﻝ : ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﺐّ
ﺍﻟﺼَّﺤﺎﺑﺔ y ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻘﺼﻬﻢ ﺃﻭ
ﻋﺎﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﻟﺘﻬﻢ ، ﻭﻫﻮ
ﺣﻼﻝ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﻻّ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ . ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺫﻫﺐ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼَّﺤﺎﺑﺔ ﻛﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮَّﺣﻤﻦ
ﺍﺑﻦ ﺃﺑﺰﻯ ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘَّﺎﺑﻌﻴﻦ
ﻛﺎﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ
ﻭﺍﻟﻔﺮﻳﺎﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺯﻱ
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﺍﻧﻈﺮ : ﺍﻟﺸَّﺮﺡ
ﻭﺍﻹﺑﺎﻧﺔ ﻻﺑﻦ ﺑﻄّﺔ ﺹ 160 ـ
162 ، ﺍﻟﺼَّﺎﺭﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﻝ
ﺹ 570 ، ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ
ﺍﻟﻄّﺤﺎﻭﻳّﺔ ﺹ 528 ، ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ
ﺍﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ﺹ . 318
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﺳﺎﺏّ
ﺍﻟﺼَّﺤﺎﺑﺔ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ، ﺑﻞ ﻳُﻔﺴَّﻖ
ﻭﻳُﻀﻠَّﻞ ﻭﻳﺆﺩَّﺏ ﻭﻳُﻌﺰَّﺭ . ﺍﻧﻈﺮ :
ﺍﻟﺼَّﺎﺭﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﻝ ﺹ 568 ،
ﺍﻟﺸِّﻔﺎﺀ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ
2/307 ـ 308 ـ . 309
ﻭﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺮﻯ ﺃَﻥَّ
ﺍﻟﺴﺐَّ ﻧﻮﻋﺎﻥ :
ـ ﺍﻷَﻭَّﻝ : ﺳﺒّﻬﻢ ﻷﻣﺮ ﻣﺘﻌﻠّﻖ
ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻭﻋﺪﺍﻟﺘﻬﻢ ، ﻓﻬﺬﻩ ﺭﺩَّﺓ
ﻭﺯﻧﺪﻗﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ
ﺍﻟﺮّﺍﺯﻱ : ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻳﻨﺘﻘﺺ
ﺃﺣﺪًﺍ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮَّﺳﻮﻝِ e
ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧَّﻪُ ﺯﻧﺪﻳﻖ .
ـ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ : ﺳﺒّﻬﻢ ﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ : ـ
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷَﻭَّﻝ : ﺳﺐّ ﺍﻟﺼَّﺤﺎﺑﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ، ﻛﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧّﻬﻢ
ﺟﺒﻨﺎﺀ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻛﻔﺮ ، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ
ﺑﻴﺎﻧﻪ .
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ : ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺼَّﺤﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺴﺐّ ، ﻛﺎﻟﻮﺻﻒ
ﺑﺎﻟﺒﺨﻞ ، ﻓﻤﻦ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨَّﺺّ
ﺑﻜﺮﻣﻪ ، ﻓﻮﺍﺻﻔﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼِّﻔﺔ
ﻛﺎﻓﺮ ﺃﻳﻀًﺎ .
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜّﺎﻟﺚ : ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺼَّﺤﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺴﺐّ ، ﻛﺎﻟﻮﺻﻒ
ﺑﺎﻟﺠﺒﻦ ، ﻣﻤّﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﻨَّﺺّ
ﺑﺸﺠﺎﻋﺘﻪ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳُﻔﺴَّﻖ ﻭﻳُﺒﺪَّﻉ .
ﺍﻧﻈﺮ : ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﻓﻴﻤﺎ
ﺷﺠﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼَّﺤﺎﺑﺔ ، ﻟﺬﻳﺎﺏ
ﺍﻟﻐﺎﻣﺪﻱ ، ﺹ 86 .
__________________
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻘﻴِّﻢِ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻣﺎ
ﺩُﻓِﻌﺖ ﺷﺪﺍﺋﺪ ﺍﻟﺪُّﻧﻴﺎ ﺑﻤﺜْﻞِ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ..